www.snfoor.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.snfoor.com

سنفرو بحياتكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ثقافة العيب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
moode_9
Admin
moode_9


ذكر
عدد الرسائل : 149
العمر : 29
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : رايق
مدى احترامك للقوانين :
ثقافة العيب Left_bar_bleue100 / 100100 / 100ثقافة العيب Right_bar_bleue

وسام : ثقافة العيب 906aca10
الدولة : الأردن
لقب العضو : المشرف العام
تاريخ التسجيل : 18/04/2008

ثقافة العيب Empty
مُساهمةموضوع: ثقافة العيب   ثقافة العيب Empty9/6/2008, 5:07 am

ثقافة العيب
ثقافة العيب Track_content_views
ثقافة العيب Pix_hi_fade
ثقافة العيب Pix_low_fade
ثقافة العيب Spc
ثقافة العيب Large_99277_20796
ثقافة العيب Spc


د. فاطمة البريكي
عند التأمل في حصيلة التغيّرات التي طرأت على دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العقود الثلاثة الماضية يبدو التباين شديد الوضوح بين ما أحرزته الدولة في بعض الجوانب، في مقابل وجود جوانب أخرى لم يمسَسْها أي تغيير، وهذا يحتاج إلى وقفة فاحصة تحاول الإجابة عن السؤال الطبيعي تبادره إلى الذهن:


كيف استطاع التغييرُ التسربَ إلى جوانب وإغفال جوانب أخرى؟؛ فالدولة تحتلّ، على الصعيد السياسي مثلا، مكانة عالية بين دول العالم، وذلك بمواقفها السياسية التي تميزت بها، والتي تجمع بين إرث تليد من حكمة وفراسة، ومكتَسَب طارف من المنجَز العالمي على المستوى النظري والتطبيقي.
كما أصبحت الدولة مضرب المثل في الازدهار العمراني، حتى أصبحت قبلة سياحية تؤمها وفود السياح من مختلف بقاع العالم على طول السنة.
وعلى المستوى الاقتصادي تعيش الدولة منذ سنوات انتعاشاً اقتصادياً يبدو الآن واضح الأثر على المستوى المعيشي للمواطنين والوافدين المقيمين فيها على حدٍّ سواء.
ولكن في المقابل نجد أننا عجزنا عن الوصول في جوانب أخرى، كالجانب الثقافي والاجتماعي، إلى المستوى الذي وصلنا إليه في الجوانب السابقة.
ويمكن إرجاء الحديث عن الجانب الثقافي إلى وقت آخر، والتوقّف عند الجانب الاجتماعي الذي لا بد له من التأثر بالتغيرات التي حدثت على الجوانب السياسية والاقتصادية، لأن هذه الجوانب كلها تشكّل منظومة متكاملة، غير منفصلة عن بعضها، بل إنها شديدة الحساسية لبعضها، وأي تغير في جانب منها غالباً ما يكون ذا أثر في بقية الجوانب.
ولأن الجانب الاجتماعي يشمل كثيراً من القضايا الفرعية التي يصعب الخوض فيها كلها دفعة واحدة، سأتوقف عند واحدة منها، تحتاج إلى تسليط الضوء عليها.
وتتعلق بوضع المرأة الإماراتية في بعض العائلات التي تمارس ضدّها ما يسمى بـ (ثقافة العيب)؛ إذ توفر الدولة للمرأة الكثير من الحقوق والامتيازات، التي لا تكاد تختلف عن حقوق الرجل وامتيازاته.
وبغض النظر عن بعض الجوانب التي يظهر فيها نوع من التمييز في الحقوق والامتيازات بين المرأة والرجل الإماراتيين ـ كقضية زواج المواطنات من الأجانب المثارة بشدة مؤخراً ـ فإن الدولة تحرص عموماً على مدّ يد العون.
والمساعدة لها بكافة الوسائل المتاحة كي تنال حقوقها في بلادها شأنها في ذلك شأن الرجل، دون تفريق بينهما إلا على أساس كفاءة كل منهما، وقدرته على إثبات جدارته في الموضع الذي يشغله.
ولكن المؤسف هو أن بعض العائلات لا تزال أسيرة مفاهيم لم تعد صالحة اليوم، ليس لأنها قديمة ويجب استبدال مفاهيم جديدة بها، ولكن لأنها أثبتت خطأها وعدم جدواها خلال السنوات الماضية، كما أنها لا تستند إلى أساس من دين قويم أو منطق حكيم.
ومن شأن مثل هذه المفاهيم أن تؤثر على المكانة التي يجب أن تتبوأها المرأة الإماراتية على الصعيد المحلي، والعربي، والعالمي؛ فثقافة (العيب) لا تزال مسيطرة على مجتمعاتنا، ولا تزال أصداء هذه الكلمة، ومرادفاتها، وما يدور في فلكها ـ كالحرام، والحريم.
وما إلى ذلك ـ تتردد بين جدران فلل أشبه بالقصور، مشيّدة على أحدث طراز وأرقى مستوى، تسكنها عائلات معظم أفرادها من خريجي الجامعات العربية وربما الأجنبية، ومع هذا فإن منطق (العيب) هو المنطق السائد، وهو الميزان الذي توزن به التصرفات والسلوكيات، حتى إن كانت لا تخالف الشريعة الإسلامية ولا تتعارض معها.
وعند التأمل في واقع مثل هذا يفاجأ المتأمل بالتباين الذي يبلغ حدّ التناقض بين سعي هذه العائلات إلى التميّز في الجوانب المادّية، وفي المظاهر الشكلية والخارجية، وبين حرصهم على ألاّ يمسّ هذا التميُّز جانب (الحريم)؛ فكل ما من شأنه أن يقترب من هذا الجانب، أو يحاول أن يغير فيه شيئاً يصبح (حراماً) و(عيباً).
لقد اقترنت هاتان الكلمتان ببعضهما على مدى سنوات طويلة، لم يكن الناس يفرقون فيها بين ما هو (حرام) فعلا، وما هو (عيب)، ولم يكونوا بطبيعة الحال يدركون حينها أن (العيب) ليس (حراماً) دائماً،.
وأن (العيب) مفهوم مرتبط بالعادات المتعارف عليها اجتماعياً، أي أنه مفهوم بشري بحت، أما (الحرام) فهو مفهوم مرتبط بالدين، أي أنه إلهي صرف.
وإذا كان من الطبيعي أن تظلّ ثقافة (العيب) مسيطرة على تفكير فئة معينة من فئات المجتمع، لم تُهيَّأ لها سبل إكمال التعليم، والاطلاع على ما توصل إليه العالم على مختلف الأصعدة، والاحتكاك الحي والمباشر بمختلف الثقافات والحضارات، فإنه من العجب أن تظلّ مثل هذه الثقافة.
وهذه الطريقة في التفكير، وفي النظر إلى الأمور ومعالجتها، سائدة بين الفئة المتعلمة والمثقفة في المجتمع؛ فإذا كانت نخبة المجتمع لا تزال متمسكة بهذا المنطق في التفكير، فكيف يمكن أن نلوم فئات المجتمع الأخرى ذوات الحظّ الأقل منها، علماً وثقافة.
والذي يزيد الأمر غرابة وتعقيداً هو أن هذا المفهوم لا يسري مفعوله إلا على النساء وحدهنّ دون الرجال؛ فكل (عيب) لا بد أن تكون وراءه امرأة، وكأن الرجل مبرَّأ من الخطأ أو مما يمكن أن يشينه لدرجة أنه لا يحتاج إلى التعارف بين أفراد المجتمع على عيوب تتعلق بالرجال.
لستُ هنا في موقف يدين الرجل، أو يوجه إليه أي اتهام من أي نوع، ولكنني أدين بعض العادات والمفاهيم الخاطئة التي وجدناها في خرْجنا الموروث من ماضٍ عريق ومشرّف، فأخذنا الخرْج كما هو، وتعاملنا معه باحترام وصل حدّ التقديس عند بعض العائلات.
فأصبح كل ما في داخله مقدساً لا يجوز المساس بحرمته، ويجب أن يُحافظ عليه كما وُرث، دون محاولة فرزه، وانتقاء الصالح منه والمحافظة عليه، ومعرفة الفاسد فيه للتخلص منه.
إن من شأن بعض المفاهيم الخاطئة أن تعرقل حركتنا التقدمية نحو الأمام، خصوصاً إذا كانت تمسّ نصف المجتمع، والقلب النابض الذي يمدّ شرايينه بالدماء، حاملة معها دلالات التجدد والحيوية والاستمرارية. * نقلا عن صحيفة "البيان" الإماراتية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.snfoor.yoo7.com
 
ثقافة العيب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.snfoor.com :: الاقتصاد العالمي :: اقتصاد الوطن العربي-
انتقل الى: