البطولات الرئيسية ترسم ملامح رياضة الجولف في الإمارات

استحوذت دبي على اهتمام عالم رياضة الغولف عندما أعلنت فوزها بحقوق استضافة الجولة الأخيرة من "بي جي أي الجولة الأوروبية". ولم يقتصر الأمر على جائزة قدرها 10 ملايين دولار، ولكن تم أيضاً تغيير اسم البطولة من "اوردر أوف ميريت" إلى "السباق نحو دبي" وأيضا مع جائزة قدرها 10 ملايين دولار. واكتسب القرار أهمية عالمية كما عزز من وجود الإمارة ودولة الإمارات العربية المتحدة على خريطة رياضة الغولف.

ومن السهل معرفة أهمية البطولات بسبب ارتباط الكثير من العقارات والسياحة بالغولف. وتكفي بطولة قوية واحدة لإكساب ملعب ما المزيد من الأهمية ولإعطاء أوراق اعتماد لرياضة الغولف في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك فهي تأتي بلاعبي الغولف الحريصين الذين لا يريدون فقط مشاهدة البطولة ولكن اللعب فيها في مرحلة ما.

تمكنت دبي من جذب الاهتمام العالمي - كما فعلت في الكثير من القطاعات- ولكنها ليست الإمارة الوحيدة التي تستضيف بطولة هامة، إذ يتوجه أفضل لاعبي الغولف كل يناير إلى أبو ظبي للمشاركة في بطولة أبو ظبي للغولف (والتي هي جزء من الجولة الأوروبية، والتي عقدت هذه السنة للمرة الثالثة.

وفي هذه البطولة يحصد الفائز جائزة قدرها 330794 دولار، ولكنه ليس الفائز الوحيد إذ أنه الإمارة تشاركه الفوز. فالآلاف من الناس يحضرون لمشاهدة البطولة، وكثير منهم يأتون من بلدان أخرى جالبين معهم النقود لينفقوها في الفنادق وعلى الطعام والشراب والبضائع، وربما على مباراة للغولف أو اثنتين.

واعتبر دي جي فلاندرز، مدير عام نادي أبو ظبي للغولف، هذا الأمر عظيماً لنادي الغولف ولكنه أهم لأبو ظبي، كونه يمنحها عرضاً دولياً في بعض أسواق رياضة الغولف.

وجاءت بطولة "ديزيرت كلاسيك" في أعقاب بطولة أبو ظبي، والتي عقدت في ملعب الغولف في "ايميريتس هيلز" في دبي. ويشارك أفضل لاعبي الغولف في البطولة، جاذبين آلاف المتفرجين، وبالتالي مدخول إضافي لدبي. هذا ويستضيف النادي في شهر ديسمبر بطولة "دبي ماسترز" للسيدات وهي إحدى كبرى بطولات السيدات.

وسيشهد العام المقبل افتتاح بطولة دبي الدولية للغولف في "جميرا غولف استيتس". وبما أنه من المتوقع أن تصل نسبة المشاهدة ما بين 50000 و75000 ألف متفرج. وقد باشر المنظمون بالتخطيط لهذا الحدث حيث تم بالفعل تشكيل قسم بطولة دبي الدولية في شركة "ليجركورب".

وسوف يبحث هذا القسم معدل إنفاق جمهور هذا الحدث على الفنادق والمطاعم ومحال التجزئة وهلم جراً. وتدرك الشركة بأن البضائع ستشكل تجارة ساخنة لأن الحدث سيكون الأول وستقوم الشركة بطرحها في يوليو وستعرضها للبيع في نوفمبر من هذا العام.

وتعد العقارات قيد التطوير جزء رئيسي من مشروع "جميرا غولف استيتس" الذي يمتد على مساحة 2750 دونم.وقال ديفيد سبنسر، الرئيس التنفيذي للغولف في شركة "ليجركورب"، إن الفوز باستضافة بطولة كبرى يساعد على بيع العقارات. وقد ساهم الإعلان في خلق موجة جديدة من المبيعات على الرغم من أن معظم العقارات سبق شراؤها بالفعل.

ويعتقد سبنسر بأن البطولة الجديدة ستكون واحدة من أفضل بطولات الغولف في العالم وأن تكون دبي أفضل مقصد للغولف قيد الإنشاء في القرن الحادي والعشرين، إذ وصف الأمر كالتالي: 'لقد فزنا بنسخة الغولف من الألعاب الأولمبية'.

وبالطبع، سيكون للبطولة سلبياتها، إذ سيتعين على لاعبي الغولف أن يكونوا ضمن أعلى 60 في "بي جبي أي الجولة الأوروبية" من أجل اللعب، وهذا يعني أن أي شخص يركز على الجولة الأميركية لن يشارك - الشيء الذي سيحرم بعض الأسماء الكبيرة من المشاركة.

وأضاف سبنسر: "أردنا خلق بطولة هامة ومختصة بـ"جميرا غولف استيتس، إذ لم يكن هناك أهمية لخلق بطولة أخرى. فقد أردنا شيئاً عظيماً لدبي على غرار"ديزيرت كلاس"، بهدف أن لفت أنظار العالم إلى دبي'.

تخلق البطولات الناجحة المزيد من البطولات الأخرى الناجحة في دولة الإمارات. ولكن سبنسر يشكك في الإعلان عن بطولات جديدة كبرى على مدى الأعوام القليلة المقبلة رغم أن بطولة أبو ظبي للغولف وبطولة "ديزيرت كلاس" في دبي ساعدت إمارة دبي في الفوز بتنظيم بطولة دبي الدولية. لكنه يعتقد بأن دبي ستكون موطنا لبعض أفضل لاعبي الغولف أو مباريات التحدي بدلا من ذلك، وستواصل بذلك زيادة بطولاتها الكبرى.

وبالنتيجة سيجذب ذلك مزيداً من المتفرجين ومزيداً من حجوزات الفنادق إضافة إلى زيادة الطلب على العقارات.